???? زائر
| موضوع: أفكار آسيوية 24: عنابي ميتسو .. وما تشتهي السفن! السبت يناير 22, 2011 11:40 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أضاع المنتخب القطري فوزا كان في متناوله للتأهل بسهولة إلي الدور قبل النهائي لكأس أمم آسيا امام اليابان بعد ان تقدم علي منتخب الساموراي مرتين ، وفي المرة الثانية كان اليابانيون يلعبون بعشرة لاعبين ، ولم يفرط العنابي في الفوز والتقدم فقط ، بل سمح للساموراي بالتعادل ثم انتزاع هدف الفوز في الدقيقة الاخيرة ، لينهي اليابانيون المباراة لصالحهم بثلاثة اهداف مقابل هدفين ، وليدفع العنابي ثمن أخطاء الدفاع وقبل ذلك ثمن أخطاء ميتسو التكتيكية في اللعب بشكل مفتوح امام منتخب يتميز بالسرعة والمهارات الهجومية الكبيرة للاعبيه حتي وهو يلعب ناقصا أحد لاعبيه، وهو الامر الذي تكرر للمنتخب الياباني امام منتخب سوريا ، حينما تعرض حارس مرمي اليابان للطرد ، وطمع تيتا فاليريو مدرب سوريا في الانقضاض عليه بسحب مدافع والاستعانة بمهاجم مع فتح اللعب، ولذلك دفع الثمن، حيث هاجم اليابانيون بشراسة وعادوا الي المباراة واحرزوا الفوز امام سوريا !
وللاسف كنت أتصور ان ميتسو يخدع اليابانيين ، وهو يصفهم قبل المباراة بأنهم أفضل وأخطر فريق في القارة، حتي يشعرهم بالغرور قبل ان ينقض عليهم ، ويبدو أن ميتسو كان يصدق ويقتنع بما يقول، ولذلك فقد ظهروكأنه يخدع نفسه خلال قيادته لفريقه في المباراة!
فإذا كان ميتسو مقتنعا بقوة اليابانيين وسرعتهم وخطورتهم ، فلماذا لم يحترمهم بالشكل الكافي ، ويتحفظ في مواجهتهم بدلا من فتح اللعب بشكل مبالغ فيه ، ولماذا لم يراقب مفاتيح الساموراي ويغلق منطقة مرماه من الوسط بالشكل المناسب بدلا من السماح لهم باختراق دفاعه من العمق ثلاث مرات ، ولماذا لعب ميتسو بطريقة 4/4/2 ، ولم يلعب بطريقة 4/2/3/1 ، ليضمن مراقبة ثلاثي الهجوم الياباني مايدا وكاجاوا وأوكازاكي، ومن خلفهم كيسوكي هوندا.
والواقع ان فريق العنابي تأثر بغياب ظهيره الايمن محمد كاسولا لحصوله علي انذارين، فقام ميتسو بنقل ابراهيم ماجد الظهير الايسر مكان كاسولا ، ودفع بالظهير الاحتياطي مسعد الحمد ظهيرا أيسر، وللاسف أصيب ماجد مبكرا بعد 13 دقيقة ، فلعب الناشيء خالد مفتاح – 18 سنة – مكانه ، لتزيد معاناة الدفاع القطري مبكرا ، وبدلا من التحفظ واللعب بسيباستيان سوريا كرأس حربة وحيد وخلفه قاعدتي المثلث الهجومي يوسف احمد وجدو وهما مفتاحا الفوز علي الصين والكويت ، بتعاونهما بقوة مع الدفاع ، إلي جانب مشاركتهما الفعالة في الهجوم ،ولكن خيار ميتسو كان تقدم يوسف كرأس حربة مساند لسوريا ، مع الدفع بحامد اسماعيل كلاعب وسط ايمن ، وميل جدو للعب كلاعب وسط أيسر مع قيام وسام رزق ولورانس بدوريهما المعتاد كلاعبي ارتكاز في الوسط.
وتصورت ان الهدف القطري المبكر لسيباستيان سوريا في الدقيقة 13 ، سيجعل ميتسو يغلق المباراة ، ويكثف وجود لاعبيه في خط الوسط ، لافساد الهجمات اليابانية مبكرا ، مع الاعتماد علي الهجمات المرتدة ، التي قد تنجح في هز الشباك اليابانية مرة أخري، لكن ميتسو الطامع في في المباراة ، لم يغير من قناعاته ، وبالتالي سيطر اليابانيون وشنوا موجات هجومية متلاحقة ، أدت إلي تقهقر القطريين الي منطقة مرماهم ، فتزايدت الخطورة علي مرمي برهان ، وجاء هدف التعادل الياباني الاول لينتهي الشوط الاول بهذه النتيجة .
واستمرت الخطورة اليابانية مع الحذر، ومرة أخري يعاود ميتسو المغامرة بفتح اللعب ، عندما استبعد في الدقيقة 59 جدو الذي يقوم بدور مزدوج دفاعي وهجومي في خط الوسط ، ودفع بفابيوسيزار المعروف باندفاعه الهجومي وضعفه في اداء الواجبات الدفاعية، وقد استفاد الفريق القطري بالفعل من مشاركة سيزار بالهدف الذي سجله بعد ثلاث دقائق من نزوله بضربة حرة مباشرة ، وكذلك بعدة تمريرات جيدة، لكن في المقابل سيطر اليابانيون علي خط الوسط رغم طرد مدافهم يوشيدا ، وبدلا من استغلال نقص الصفوف والتقدم بهدف ، فشل ميتسو للمرة الثالثة في تعديل تكتيكه للاحتفاظ بالفوز واغلاق المباراة ، ولم يجد اليابانيون أي صعوبة في تحقيق هدف التعادل للمرة الثانية بجهد فردي من كاجاو الذي اخترق الدفاع القطري وسجل الهدف ،وقبل النهاية بثواني وفي نفس الاجواء المفتوحة وصلت إلي كاجاو تمريرة ، فراوغ الدفاع القطري كله ومرر للمدافع المتقدم انوها ليسجل هدف الموت المفاجيء للمباراة الذي قتل طموحات العنابي وجماهيره في اكمال المشوار نحو لقب كان ممكنا .. وليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، وخاصة حينما تأتي رياح ميتسو بما لا تشتهي السفينة القطرية !!
عزالدين الكلاوي |
|