[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"فهد محنك وثعلب مشاغب"..أقل ما يمكن أن يوصف بهما ثنائي الهجوم الأوروجوائي المرعب دييجو فورلان ولويس سواريز، اللذين كانا على موعد مع التألق مجددا في بطولة كوبا أمريكا 2011 بالأرجنتين بعد عام واحد من إبهار العالم بمهاراتهما الهجومية في مونديال جنوب أفريقيا.
لاشك أن فورلان وسواريز هما الثنائي الهجومي الأشهر والأفضل على الساحة العالمية في الوقت الراهن، فبعد أن أعادا أمجاد أوروجواي في كأس العالم الماضية وقادا "السيليستي" للحصول على المركز الرابع، عادا ليصنعا مجدا جديدا في كوبا أمريكا ومنحا بلادهما اللقب ال15 في تاريخها لتتربع على عرش قارة أمريكا الجنوبية كأكثر من ظفر بالكأس.
القاسم المشترك بين فورلان وسواريز أنهما هدافان بالفطرة، يعرفان طريق الشباك من أقصر الطرق، ويتفاهمان بشكل رائع على رسم خطة الوصول للمرمى، وبخلاف ذلك فلكل منهما أساليب مختلفة في مباغتة الحراس وهز الشباك.
ففورلان يحظى بالخبرة والحنكة، وله باع طويل في الملاعب الأوروبية، وسنوات عدة اكتسب خلالها قدرات فائقة، ولعل الدليل الأكبر على أن نضجه يزيد من تعدد تجاربه هو فوزه بلقب أفضل لاعب في كأس العالم الماضية رغم بلوغه من العمر 31 عاما آنذاك، وهو اعتراف دولي بأنه يسطر مزيدا من الانجازات في سجله الحافل مع توالي الاعوام، ليقضي على أكذوبة أن تقدم العمر يضعف الجهد.
فورلان هو متعهد الكرات الثابتة في المنتخب الأوروجوائي، حتى الضربات الركنية، فهو الأبرع بين زملائه في إرسال كرات عرضية لولبية كثيرا ما تجد مكانها لرأس سواريز أو إدينسون كافاني أو القادمون من الخلف لتتجه الى مرمى الخصم، كما يتصدر المخالفات المباشرة رغم أن سواريز يسدد أيضا بمهارة واتقان كبيرين.
يملك فورلان مزايا السرعة والقوة البدنية والتحرك بدون كرة وتوقع أخطاء الخصم والهرب من الرقابة والمتابعة الدقيقة للكرات العرضية، ومن هذه الأساليب تحول إلى هداف قدير ذو سمعة عالمية.
في المقابل فإن سواريز يملك عنفوان الشباب، فاللاعب يبلغ من العمر 23 عاما فقط، لا يحظى بتجارب احترافية كبيرة مثل فورلان، ولكنه خلال فترة قصيرة تحول من تلميذ نجيب الى نجم شباك في فترات غاب فيها التوفيق عن فورلان، وحتى في وجود فورلان كانت له دوما بصمة بارزة.
يعد سواريز مؤخرا أحد أخطر المهاجمين داخل منطقة الجزاء، فاللاعب لديه قدرات رائعة على المراوغة والمرور من مساحات ضيقة بجانب براعته في العاب الهواء حيث يملك نفس طول فورلان تقريبا (180 سم)، ويحسن كثيرا من تسخير مهاراته الفردية في تسجيل اهداف دوما ما تحفظ في الذاكرة.
وعلى عكس فورلان الهادئ والمتزن داخل الملعب، فإن سواريز معروف عنه الاندفاع والعصبية وإثارة الجدل بأفعال صبيانية، ولا يغفى عن الذاكرة واقعته الشهيرة حين أخرج الكرة بيده من على خط المرمى في مباراة غانا في ربع نهائي المونديال الماضي والتي تسببت بطرده، وواقعة "عض" لاعب أيندهوفن الهولندي عثمان بقال عندما كان مهاجما لأياكس قبل انتقاله لليفربول الإنجليزي.
واذا كان فورلان قد سحب بساط النجومية في المونديال الأخير بعد أن توج بلقب أفضل لاعب، كما تقاسم صدارة الهدافين مع الإسباني ديفيد فيا والألماني توماس مولر والهولندي فيسلي شنايدر، فإن سواريز كان النجم الأبرز في كوبا أمريكا وليس فقط بين لاعبي أوروجواي، وذلك بعد أن فاز بجائزة اللاعب الأفضل في البطولة.
وفي الحقيقة فإن فورلان مر بفترة من سوء الحظ وغياب التوفيق محليا ودوليا منذ انتهاء المونديال الذي يبدو أن لعنته قد حلت عليه، فصام عن التهديف طويلا مع فريقه أتلتيكو مدريد الإسباني ودخل في خلاف مع مدربه السابق كيكي فلوريس وبات مستقبله معلقا مع تلقيه العديد من العروض الاحترافية قبل أن يقرر الاستقرار في نفس الفريق مع تولي جريجوريو مانزانو إدارة الجهاز الفني.
وعلى مدار مباريات البطولة فقد فورلان حاسة التهديف، في حين نافس سواريز على صدارة الهدافين بأربع أهداف، ولكن شاءت الأقدار ألا يخيب ظن فورلان ليكسر صيامه ويتغلب على حالة النحس التي لازمته باحراز هدفين للتاريخ في المباراة النهائي لكوبا أمريكا في شباك أفضل حارس في البطولة الباراجوائي خوستو فيار ويهدي بلاده اللقب الغالي، ولكن سواريز لم يغب عن المشهد وسجل أيضا هدف السبق في نفس المباراة.
وبلغ التناغم ذروته بين سواريز وفورلان امام باراجواي، فقد تبادل الثنائي منح الهدايا لبعضهما بتهيأة فرص تهديف مؤكدة لكلاهما، وتبادلا دور صانع الالعاب ورأس الحربة، وهو ما بدى في لوحة فنية رائعة تمثلت في الهدف الثالث لأوروجواي.
فقد مرر سواريز برأسه كرة بينية رائعة ضربت مصيدة تسلل باراجواي لتصل الى فورلان الذي وضعها أرضية زاحفة في الشباك لتكون رصاصة الرحمة قبل ثواني من صافرة النهاية، ولينسب الفضل الى "دويتو الفهد والثعلب" في تتويج المنتخب السماوي باللقب.
ولم يكن سواريز الوحيد الذي حقق مجدا شخصيا في كوبا أمريكا، فقد عادل فورلان الرقم القياسي المسجل باسم هكتور سكاروني كأكثر لاعب سجل أهداف في تاريخ أوروجواي، وذلك بعد أن رفع رصيده الى 31 هدفا بالثنائية التي سجلها في مرمى باراجواي، ليصبح على بعد هدف واحد من كسر الرقم القياسي.
وبالمثل أصبح فورلان عميدا للاعبي أوروجواي بمشاركته في المباراة الدولية رقم 82 متفوقا على الحارس السابق رودولفو رودريجز الذي دافع عن شباك أوروجواي بين عقدي السبعينيات والثمانينيات، وله 79 مباراة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]