تناول كل من ارسنال وبرشلونة الدواء الخاص به أمس الأربعاء لكن الشفاء كتب للفريق اللندني لينتفض من حالته السيئة وينجح في تحويل تأخره إلى فوز 2-1 في ذهاب دور الستة عشر بدوري أبطال اوروبا لكرة القدم.
ولقن برشلونة الاسباني مضيفه الذي يعد أفضل الفرق التي تجيد التمرير في كرة القدم الانجليزية درسا في هذه الناحية بالذات.
وقد تكون الإحصاءات مضللة بعض الشيء في كرة القدم وهو ما تدل عليه نتيجة مباراة الأمس حيث مرر برشلونة الكرة 629 مرة طيلة المباراة أي اكثر من ضعف عدد التمريرات التي قام بها ارسنال. وكان من نصيب تشابي لاعب وسط برشلونة وحده 109 تمريرات نجح فيها بنسبة 88 بالمئة.
وبينما تهادت الكرة بسلاسة فوق أرضية الملعب الرائعة أخذ لاعبو ارسنال يطاردون الأشباح وسط ذهول مشجعيهم.
وتساءل مشجعو ارسنال "هل هذا ما نفعله في مواجهة الفرق الأخرى" بينما كافح لاعبون مثل سمير نصري وسيسك فابريجاس وجاك ويلشير لمقارعة نجوم برشلونة الفائزين بكأس العالم مع اسبانيا.
ووسط هذه السيطرة الهائلة على الكرة كانت هناك تمريرات بينية قاتلة كانت إحداها من ليونيل ميسي إلى ديفيد بيا ليسجل الهدف الأول في الدقيقة 26.
وكان بوسع برشلونة إضافة أهداف أخرى لكن مثلما حدث في العام الماضي حين فرط في تقدمه 2-صفر ليسمح لارسنال بالتعادل 2-2 في ذهاب دور الثمانية فقد الفريق الاسباني الزخم وأصبحت تمريراته أكثر نمطية.
وكان الفرنسي ارسين فينجر مدرب ارسنال يتوقع مثل هذا النمط من الأداء.
وقال فينجر "لقد استعد فريقنا من الناحية الذهنية للتعامل مع هذه السيطرة (من قبل برشلونة). اعتدنا أن نسيطر نحن على الكرة في مواجهة المنافسين لكن مع برشلونة كنا مستعدين لأن يسيطروا على الكرة بنسبة 60 بالمئة."
وأضاف "واجهنا خطورة في أوقات كثيرة من خلال استحواذهم على الكرة لكننا بقينا أقوياء وكنت أتمنى أن نجني ثمار هذا. بعدها كان علينا المجازفة بالهجوم.. كنا بحاجة لتسجيل هدفين لكن هذا كان يمكن أن يرتد علينا."
ودفع فينجر بالروسي اندريه ارشافين مكان الكاميروني الكسندر سونج في الدقيقة 68 ثم أشرك المهاجم الدنمركي نيكلاس بندتنر بدلا من ثيو والكوت لكن المباراة رغم ذلك بدت تسير في اتجاه واحد.
لكن روبن فان بيرسي غير كل شيء حين استفاد من وجوده في مكان مثالي ليسدد كرة رائعة في الدقيقة 78 بعد أن وضع الكرة بإتقان في الزاوية الضيقة على يمين الحارس فيكتور فالديس.
ورغم المفاجأة واصل برشلونة الاعتماد على طريقته في التمرير الكثير لكن لم تمر أكثر من خمس دقائق حتى أضاف ارسنال هدفه الثاني. ومرر الاسباني فابريجاس كرة رائعة إلى نصري في ناحية اليمين وانتظر نصري وصول ارشافين داخل منطقة الجزاء ليمرر إليه الكرة فيسددها بلمسة واحدة في الشباك.
وقال فينجر "أنا فخور جدا بأداء ارسنال الليلة لأن الكل طالبنا باللعب بطريقة تخالف طبيعتنا. يمكننا أن نفخر بالنتيجة لكن الأكثر أهمية أنها ستقوي إيماننا بفلسفتنا."
وأضاف "كانت ليلة خاصة وحافلة بين فريقين يلعبان بطريقة هجومية. نحن فريق شاب لم يكن متوسط أعمار لاعبينا يزيد على 23 عاما الليلة وسيمنحنا هذا دفعة حقيقية."
وقبل عام سافر ارسنال إلى برشلونة بعد التعادل 2-2 في لندن. وهناك سجل له بندتنر لاعب منتخب فرنسا هدف التقدم لكن ميسي سجل أربعة أهداف متتالية ليفوز الفريق الاسباني 6-3 في مجموع المباراتين.
في المقابل سببت المفاجأة حالة من الصدمة لبيب جوارديولا مدرب برشلونة.
وقال المدرب الاسباني "كيف نحلل هذا.. النتيجة في النهاية ليست جيدة لكننا سيطرنا على اللعب فعلا. صنعنا فرصا عديدة لذا أنا سعيد بالأداء.. كنا فقط بحاجة لترجمتها لأهداف."
وأضاف "كان الأمر أشبه بالعام الماضي.. بدأنا بطريقة رائعة لكنك في دوري الأبطال تواجه فرقا جيدة. ارسنال يلعب بطريقة جيدة في اوروبا لذا يجب أن نقدم له التهنئة. لكن لدي ثقة بشأن مباراة الإياب. لقد أثبت لاعبونا قدراتهم عبر السنين الماضية."