السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إنّ الله عزوجل خلق أدم ثم أخذ الخلق من ظهره وقال:هؤلاء في الجنة ولا أُبالي وهؤلاء في النار ولا أُبالي ،فقال قائل :يا رسول الله فعلى ماذا نعمل؟ قال :على مواقع القدر . حديث قدسي صحيح رواه أحمد وابن حبان
هذا الحديث يؤكد دلالة واضحة على أنّ الله تعالى استخرج الذرية من سيدنا أدم عليه السلام ومن ظهره كالذر وقسمهم إلى قسمين أهل اليمين وأهل الشمال وقال :هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار .
وقال أبو الحسن الأشعري :يدل هذا على أنّ الله علم ما يكون أنه يكون وكتبه وأنه كتب أهل الجنة وأهل النار وخلقهم فريقين .
إذاً خلق الأشقياء للشقاء وخلق السعداء للسعادة .
ولكن أحد الصحابة في عهد الرسول عندما سمع هذه الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى إليه وسأله ، يا رسول الله ولِمَ لا نتكل على كتابنا ونترك العمل ؟ كان جواب رسول الله مختصر لكلام كثير ممكن أن يقال حينها ،لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال :اعملوا فكلٌ مُيَسَّرٌ وأما أهل السعادة فيُيِسِّرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فيُيَسَّرون لعمل أهل الشقاوة .
فعلاً صدق روسول الله صلى الله عليه وسلم جواب مختصر مفيد جاوب عن أسئلة كثيرة تراودنا في مسألة التسيير والتخيير فبالعمل إما أن تكون من السعداء أو أن تكون من الأشقياء .