[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وارسو، بولندا
لم يكن أشد المتشائمين في عالم الساحرة المستديرة يتوقع انهيار وصيف بطل العالم المنتخب الهولندي بهذا السيناريو الدراماتيكي في خلال عشرة أيام أمضاها في مدينة خاركيف الأوكرانية حيث تعطّلت الطواحين في أولى أيام الحصاد وعاد الفريق البرتقالي من حيث أتى يجر ذيول الخيبة وراءه.
هولندا المرشحّة السابقة والتي كانت حجزت تذكرتها إلى نهائيات كأس أوروبا 2012 بتحقيقها تسعة انتصارات في عشر مباريات، أخفقت في أول المشوار أمام الدنمارك وحاولت تدارك الموقف أمام ألمانيا في الجولة الثانية لكنها تعثّرت مجدداً وسقطت وتشبثت بالأمل الأخير المتمثّل بالفوز على البرتغال في الجولة الأخيرة وانتظار نتيجة إيجابية بين ألمانيا والدنمارك.
مباراة الفرصة الأخيرة أمام البرتغال كانت واعدة في بدايتها بعد أن افتتح رافاييل فان دير فارت التسجيل بتسديدة جميلة جداً، وبدا أن الأمور تسير على ما يرام وأن المنتخب البرتقالي الفائز بلقب المسابقة عام 1988 سيتمكن من إنهاء المباراة في مصلحته أمام منافس برتغالي أضعف منه على الورق، لكن في يوم الامتحان لم يكرم المدرب بيرت فان مارفيك وعجز عن تطبيق خطة دفاعية توقف قائد البرتغال كريستيانو رونالدو الذي سجلً مرتين، فيما لم يوفق أيضاً في نهجه الهجومي لتخرج بلاده من الدور الأول للبطولة للمرة الأولى منذ العام 1980 وتفشل حتى في الثأر من البرتغال التي أخرجتها من نصف نهائي بطولة 2004 والدور الثاني في مونديال 2006.
وما يثير الدهشة ويدعو للاستغراب أن منتخباً كالمنتخب الهولندي يضم في صفوفه كوكبة من النجوم مثل ويسلي سنايدر واريين روبن ورافاييل فان دير فارت ويان كلاس هنتلار وروبن فان بيرسي ومارك فان بوميل الذين أسدلوا الستارة على التصفيات كأقوى هجوم في أوروبا بتسجيلهم 37 هدفاً، عجزوا عن تسجيل أكثر من هدفين في ثلاث مباريات خاضوها في البطولة الحالية !
هولندا التي أنجبت في الماضي يوهان كرويف ويوهان نيسكنز ورود غوليت وماركو فان باستن تتحسّر اليوم على جيل ذهبي لامس لقب كأس العالم من سنتين من دون معانقته، ودخل إلى هذه البطولة بطموحات كبيرة حدودها اللقب، لكنه نسي أن عالم الساحرة المستديرة لا يعترف بالأسماء اللامعة ولا بالسمعة العطرة إنما بالأهداف والنقاط والنتائج لأن الطريق إلى المجد يمرّ عبرها فقط.
المصدر:
الجزيرة الرياضية