[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وارسو، بولندا
امتزجت مشاعر البولنديين بعد خسارة منتخب بلادهم أمام جمهورية التشيك وتوديعهم بطولة أمم أوروبا 2012 مساء أمس السبت بالحزن والمرارة والندم على الخروج المبكّر من العرس الكروي من الباب الضيّق بعد أن عقد أكثر من 38 مليون بولندي آمالهم على "النسور البيضاء" لوضع حدٍ لمسلسل خيباتهم المتواصل في البطولات الرسمية منذ 26 عاماً.
بكى البولنديون ليلة أمس، في منازلهم وفي الشوارع حيث نصبت الشاشات الضخمة وفي استاد فروكلاف حيث جرت المباراة، وأسر اللاعبون والدموع على وجهوهم في أرض الملعب قلوب الجميع، فالمرارة بلغت ذروتها في تلك الأمسية لأن الحلم البولندي انتهى بخسارة لم تكن متوقّعة للمدرّب فرانشسيك سمودا ورجاله الذين قاتلوا من أجل الفوز وفك النحس الذي لازم بلادهم منذ العام 1986، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن البولندية التي تحطّمت في أوّل عاصفة وخرج منتخب "النسور البيضاء" خالي الوفاض مجدّداً بمحصلّة فقيرة هي تعادلين وخسارة.
البولنديون قاتلوا في المباراة أمام التشيك معوّلين على سلاحين إضافيين الأرض والجمهور، بيد أن رعونة خط الدفاع وضعف القدرة الهجومية ضربتا آمالهم بعرض الحائط، إذ لم يتمكّن نجم البلاد الأوّل المهاجم روبرت ليفاندوفسكي وزميله القائد جاكوب بلازيكوفسكي، صاحب أجمل أهداف البطولة حتى الآن، من إيجاد الثغرة طوال المباراة حتى سجّل التشيك وأطاحوا بهم خارجاً.
وقال بلازيكوفسكي عقب المباراة: "لم نحقّق الهدف المرجو، والمحصّلة دائماً سلبية، أما الشيء الإيجابي الوحيد هو أننا قارعنا منافسينا وعشنا لحظات جميلة مع المشجعين منذ انطلاق البطولة، ومن المؤسف أن الرحلة كانت قصيرة وخرجنا مبكّراً، يجب المضي قدماً، الخبرة التي اكتسبناها غالية جداً".
من جهته قال المدرّب سمودا، الذي قدّم استقالته بعد المباراة: "أعتقد أننا أحرزنا تقدّماً وبإمكاننا التطوّر أكثر. تصفيات كأس العالم تبدأ بعد شهرين، وأعتقد أن الفريق قادر على التأهّل والذهاب إلى البرازيل، ولكن قبل ذلك علينا تقبّل مرارة خروجنا المبكّر من البطولة".
وما يؤلم البولنديين أن منتخب بلادهم لم ينجح للمرّة الرابعة على التوالي في تجاوز الدور الأوّل في البطولات الرسمية ولا حتى تحقيق أي انتصار يُذكر، إذ كان منتخب "النسور البيضاء" تأهّل بجدارة إلى مونديال 2002 في كوريا واليابان لكنه خسر مبارياته الثلاث في الدور الأوّل كما حصل في مونديال 2006 في ألمانيا، حيث سقط في اختباراته الثلاثة الأولى قبل أن ينجح في التأهّل لبطولة أمم أوروبا 2008 في النمسا وسويسرا للمرّة الأولى في تاريخه لكنه عجز أيضاً عن مجاراة منافسيه فغادر البطولة بخسارتين وتعادل واحد.
والمضحك المبكي أن آخر فوز حقّقه المنتخب البولندي يعود إلى الدور الأوّل في مونديال 1986 في المكسيك، حيث نجح الفريق آنذاك بفضل هدف سجّله فلودزميرز سمولاريك في مرمى البرتغال في بلوغ الدور الثاني، حيث اكتسحتهم برازيل زيكو وسوكراتيس وكاريكا برباعية نظيفة، واضعة حداً لتألّق المنتخب الأحمر الذي حلّ ثالثاً في مونديالي 1974 في ألمانيا الغربية و1982 في إسبانيا بفضل كوكبة من النجوم ضمّها في تلك الحقبة مثل: اندري سارماك وغررغورز لاتو والعملاق زبيغنيو بونييك لاعب يوفتوس وروما الإيطاليين السابق.
ورغم خيبة الخروج، ما زال البولنديون يتفاءلون بغدٍ مشرق آملين في أن تزول لعنة الانتصارات في البطولات الرسمية وأن تنفك العقدة التي تلازم منتخبهم منذ 26 عاماً، لأن العزائم تأتي على قدر أهل العزم!
المصدر:
الجزيرة الرياضية