[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ينتظر عشاق المنتخب الإنكليزي كأس الأمم الأوروبية بتفائل كبير يحملهم نحو نجاح طال انتظاره، لينسيهم اخفاقات الأسود الثلاثة، التي تتالت منذ التتويج بكأس العالم عام 1966، عندما استضافوا البطولة وتوّجوا بها في ويمبلي.
في مهد كرة القدم لا يتحدّث الإنكليز كثيراً عن إنجازاتهم في عالم الساحرة المستديرة، والسبب ليس لأنهم لا يعشقون التشدّق بها، بل هم تحت وطأة المقولة الشهيرة: " مكره أخاك لا بطل "، فالأسود الثلاثة لم يتسيّدوا اللعبة التي أبدعوها إلا في عام 1966، وعندما تجادلهم في إنجازاتهم لا يجدون أكثر من ثلاثة أشياء يتباهون بها، "نحن من أبدع الكرة"، " نحن أوّل من سنَّ قوانينها"، ونحن أبطال العالم سنة 1966"، هذا كلّ ما جادت به 150 سنة من الكرة في البلد العريق.
لكن بالرغم من تتالي اخفاقات الانكليز في المحافل الكروية الكبيرة، فإن الملاحظين ومتتبّعي كرة القدم لم يتجرأ أحد منهم يوماً على استثناء الأسود الثلاثة من دائرة المنافسة على اللقب العالمي أو القاري، وإن كانوا مصنّفين ضمن فرق الصف الثاني في السباق على اللقب.
والسبب هو أن المنتخب الإنكليزي يتكوّن من نخبة من أفضل اللاعبين المميّزين على الصعيد العالمي فنياً وبدنياً، لذلك ينتظر الجميع أن يقدّم هؤلاء اللاعبون كلّ ما لديهم مع منتخب بلادهم حتى ينسى جمهور كرة القدم في إنكلترا جيل بوبي تشارلتون وجيوف هورست وجيمي غريفر وروجر هانت وبوبي مور وبقية الأسماء التي أدخلت إنكلترا إلى نادي المتوّجين بكأس العالم.
تأهُّل بجدارة ولكن...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كأس أمم أوروبا 2012، تأهّل إليها المنتخب الإنكليزي بعد نجاحه في تصدّر المجموعة السابعة في التصفيات بـ18 نقطة من 8 مباريات متقدّماً على منتخب الجبل الأسود في المركز الثاني.
بعد ضمان التأهّل إلى كأس أمم أوروبا ظهرت المشاكل من جديد في معسكر الأسود الثلاثة، وإثر اتهام جون تيري بالتحدّث بلغة عنصرية مع لاعب كوينز بارك رينجرز أنطوان فيرديناند، تدخّل الاتحاد الإنكليزي ليسحب شارة القيادة من تيري، الأمر الذي رفضه المدرّب الإيطالي فابيو كابيلو وأفضى عناد الطرفين إلى انسحاب الأخير من تدريب الأسود الثلاثة.
انسحاب كابيلو أدى إلى دخول المنتخب في دوامة من الشكّ، حيث تحدّث الكثيرون عن أن مشروع كابيلو لإعادة إنكلترا إلى المجد ذهب أدراج الرياح.
أما الآخرون فباركوا انسحاب الداهية الإيطالية ودفعهم كبرياؤهم للمطالبة بمدرّب إنكليزي للإشراف على حظوظ المنتخب.
هودجسون ورهان إعادة المجد الضائع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بعد فترة قصيرة قاد فيها ستيوارت بيرس المنتخب الإنكليزي بصفة مؤقّتة، توصّل اتحاد اللعبة إلى اتفاق مع المدرّب روي هودجسون لتولّي مقاليد الإدارة الفنية للمنتخب.
هودجسون مدرّب يملك خبرة كبيرة في عالم التدريب، حيث استهل مسيرته التدريبية في عام 1976 في السويد مع فريق هالمستاد. لكن النجاح لم يكن حليف المدرّب صاحب الـ65 عاماً في أغلب مراحل حياته المهنية، ويحفظ التاريخ لهودجسون أنه نجح في قيادة المنتخب السويسري إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة، والتأهّل إلى كأس أمم أوروبا 1996 مع نفس المنتخب.
أما مع الأندية، فأبرز إنجازاته الوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي مرّتين الأولى مع إنتر ميلان الإيطالي عام 1997، حين خسر اللقب مع شالكه الألماني، والثانية في سنة 2010، عندما كان على رأس الإدارة الفنية لنادي فولهام الإنكليزي، وعاد اللقب آنذاك إلى أتليتيكو مدريد الإسباني.
مهمة هودجسون مع الأسود الثلاثة ستكون أوّلاً إعادة الثقة لمجموعة يتمنّى أي مدرّب في العالم أن تكون تحت إمرته، عندها سيمرّ هودجسون إلى مرحلة دفع لاعبيه نحو كسب الرهان وإثبات الذات وسط أبرز نجوم العالم الذين يؤسسون اليورو.
وسيكون مدرّب ويست بروميتش ألبيون السابق، مطالب بخلق التجانس والتكامل الذي ينقص المنتخب الإنكليزي، وإيجاد الآلية التي تُنسي اللاعبين خلافات الدوري المحلّي والصراع المحتدم على اللقب، هذا ما نجح فيه كلٌّ من لويس أراغونيس وفيسنتي دل بوسكي مع المنتخب الإسباني، عندما استطاع الرجلان إخراج لاعبي ريال مدريد وبرشلونة من الجو المشحون بين الفريقين، وطوّعا كلّ إمكاناتهما لفائدة "لافوريا روخا" فكانت النتيجة سيطرة زملاء القائد كاسياس على الكرة العالمية.
من ناحية ثانية، على هودجسون أن يعوّل على مساعده غاري نيفيل لتسهيل التواصل بين الجهاز الفني واللاعبين، بسبب التقارب السني بين قائد مانشستر يونايتد سابقاً مع أبرز لاعبي المنتخب.
منتخب جديد فهل يأتي بالخبر السعيد للإنكليز؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الفريد في منتخب إنكلترا 2012، هو أن الأسود الثلاثة قدِموا إلى اليورو بتشكيلة فيها أكثر من ضيف جديد على المسابقة القارية، حيث بلغ عدد الوافدين الجدد على اليورو 19 لاعباً من أصل 23 لاعباً يشاركون في المحفل الأوروبي، إضافة إلى المدرّب الجديد القديم على كأس أمم أوروبا روي هودجسون، الذي سبق أن قاد المنتخب السويسري في نسخة 1996 التي احتضنتها إنكلترا.
هذا التغيير الكبير الحاصل في تركيبة المنتخب الإنكليزي قد يكون طالع خير على زملاء القيدوم ستيفن جيرارد، وتقدّم هذه الوجوه الجديدة الصورة الحقيقية للبلد الذي يضم أقوى دوري كرة قدم في العالم.
ومع وجود مقومات النجاح في كتيبة الأسود، سوف تكون للإنكليز فرصة كبيرة في إثبات الذات وكتابة صفحة جديدة مجيدة في تاريخ الأمة التي أهدت العالم الساحرة المستديرة.
نقول هذا الكلام لأن التغييرات التي حصلت في المنتخب الإنكليزي كثيرة، لعل أبرزها حراسة المرمى التي أرّقت الإنكليز منذ اعتزال الحارس الأسطورة بيتر شيلتون ومن قبله الرائع غوردن بانكس، الذي كان حامي عرين الأسود في مونديال 1966، فحارس مانشستر سيتي جو هارت يعد واحداً من أفضل حراس المرمى في العالم حالياً.
والبرهان على أن الإنكليز وجدوا ضالتهم في هارت هو حصول الأخير على لقب أفضل حارس في الدوري الإنكليزي، الحدث الذي لم يحصل منذ أن نال الجائزة حارس آرسنال دافيد سيمان في موسم 2001 - 2002.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وإضافة إلى الطمأنينة التي باتت ترافق الأسود الثلاثة على مناعة عرينهم، تتميّز تشكيلة روي هودجسون بخليط مميّز يمزج اللاعبين أصحاب الخبرة أمثال القائد ستيفن جيرارد وأشلي كول وجون تيري وواين روني، ولاعبين شباب مندفعين نحو البروز ودخول التاريخ في مسابقة استعصت على كلّ الأجيال التي أسست المنتخب الإنكليزي على مرّ التاريخ.
في مباراة فرنسا الإثنين سيقف العالم على مدى استطاعة زملاء جيرارد تقديم وجه لائق في كأس أمم أوروبا، إنها فرصة ليكتشف فيها الإنكليز أنفسهم من جديد، رغم العلل الكثيرة التي ترافق رحلتهم إلى الشرق بغياب فرانك لامبارد وغاري كاهيل وريو فيرديناند وجاك ويلشاير لأسباب مختلفة، لكن "رب ضارة نافعة" ويعانق المنتخب العريق المجد مرّة أخرى، وتخرج من الحناجر صيحة تعلن رجوع تاج الكرة إلى الأسود الثلاثة.
المصدر:
الجزيرة الرياضية