[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تعيش الأرجنتين حالة من التخبط الكروي على مستوى المنتخب الذي يرفض الاستقرار، فبعد التعاقد مع الأسطورة دييجو مارادونا الذي فشل في قيادة "التانجو" للقب المونديالي في جنوب أفريقيا، جاء الدور على سرخيو باتيستا الذي اقيل من منصبه بعد ثمانية أشهر فقط لفشله هو الآخر في الفوز بلقب كوبا أمريكا التي استضافتها بلاده.
وتأخر قرار الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم إلى مساء الاثنين رغم ما أفردته الصحف المحلية بأنه لا مكان لباتيستا مع المنتخب بعد خروجه من ربع نهائي كوبا أمريكا أمام أوروجواي بركلات الترجيح، إلا ان الاتحاد لم يرغب في إثارة ضجة خاصة وأن البطولة انتهت الأحد الماضي بتتويج "السيليستي" ليحطم الرقم القياسي في عدد الألقاب (15).
وترك باتيستا، الذي قاد شباب الأرجنتين للفوز بذهبية أوليمبياد بكين 2008، منصبه كمدير فني لمنتخب الأرجنتين الأول من "الباب الخلفي" وترك ايضا حلم الفوز بلقب غائب عن البلاد منذ 18 عاما، أيضا مثلما حدث لمارادونا قبله، ولكنه لم يستمر مع المنتخب أكثر من ثمانية أشهر، حيث عين بمنصبه في نوفمبر/تشرين ثان 2010 رغم انه كان يتولاه منذ أغسطس/آب من نفس العام خلفا للأسطورة الأرجنتيني.
وكان مارادونا (49 عاما) قد تولى تدريب المنتخب الأرجنتيني في نوفمبر/تشرين ثان 2008 خلفا لألفيو باسيلي وقاد الفريق بصعوبة بالغة إلى التأهل لنهائيات كأس العالم التي ودعها بخسارة تاريخية على يد ألمانيا (0-4) في الدور ربع النهائي، ورفض الانصياع بعدها لأوامر الاتحاد بإقصاء بعض من معاونيه، لتنتهي فترة قيادته للمنتخب بعد عامين بالضبط.
ففي نفس اليوم الذي اعلن فيه المتحدث الرسمي للاتحاد، إرنستو بيالو، عن نتائج اجتماع اللجنة التنفيذية والتي وافقت على مشروع تعديل نظام بطولة الدوري المحلي بحيث يشارك في مرحلتها الأولى 40 فريقا من دوري الدرجتين الاولى والثانية قبل أن يتأهل 20 ناديا للمنافسة على اللقب، جاء قرار توجيه الشكر لباتيستا على الفترة التي قضاها على رأس الإدارة الفنية للمنتخب، وقرر البحث عن مدرب جديد خلال أسبوع.
وتولى باتيستا قيادة 17 مباراة للتانجو في احدى عشر شهرا، فاز في ثمانية منها، وتعادل في ستة وخسر في ثلاثة.
ورغم انه يحسب للمدرب الأرجنتيني (48 عاما) ان فاز في وديتين على البرازيل في دبي (1-0) وإسبانيا بطلة العالم في ملعب مونومنتال (4-0)، إلا أن فشله في الفوز على كولومبيا (0-0) وبوليفيا (1-1) في بطولة كوبا أمريكا وتحقيقه لفوز وحيد على منتخب ناشئي كوستاريكا تحت 23 عاما (3-0)، ثم فشل فريقه في الفوز على 10 لاعبين لأوروجواي في ربع النهائي والخروج في النهاية من البطولة بركلات الترجيح، مثّل داعيا أكبر لإقالته من منصبه.
كذلك لا ينس المسئولون بالاتحاد رضوخه لمطالب وسائل الإعلام المحلية بضم كارلوس تيفيز، الوحيد الذي أضاع ركلة جزاء أمام أوروجواي ترتبت عليها توديع البطولة.
ويعد باتيستا أول مدرب للأرجنتين يتعرض للإقالة منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث كان المدربين الوحيدين اللذين لم يكملا تعاقدهما مع الأرجنتين خلال هذه الفترة هما مارسيلو بييلسا ودييجو أرماندو مارادونا، وتم هذا الأمر عن طريق الاستقالة وليس الاقالة.
كما قررت لجنة المنتخبات وضع مدير المنتخبات الوطنية كارلوس بيلاردو "قيد المتابعة" عقب الأداء السيء للأرجنتين في كوبا أمريكا.
ويبدو ان الفرصة الأخيرة لبيلاردو أصبحت متمثلة في نجاح المنتخب مع المدرب القادم.
ورغم ان الجماهير الأرجنيتينة نادت باسم مارادونا للعودة من جديد لقيادة "التانجو"، إلا ان فرصته تبدو صعبة خاصة بعد التزامه بعقد في الإمارات العربية مع نادي الوصل.
ولم تنتظر جماهير الأرجنتين كثيرا بعد الخروج المهين من كوبا أمريكا، ورفعت لافتة ضخمة كتب عليها "ارجع يا مارادونا" امام مقر معسكر منتخب التانجو. وحملت لافتة أخرى تقول "مارادونا..البرازيل 2014".
لكن معظم وسائل الإعلام تؤكد اعتماد بيلاردو على اسم: أليخاندرو سابيا (56 عاما) مدرب استوديانتس السابق الذي حقق معه لقب الدوري في الأرجنتين 2010، ومدرب الجزيرة الإماراتي الحالي، خاصة وان اسمه طرح على الطاولة بعد رحيل مارادونا.
كما ان هناك اسمين آخرين حاليين يفكر فيهما بيلاردو، وهما خيراردو مارتينو مدرب منتخب باراجواي الذي صعد به لنهائي كوبا أمريكا 2011، وكارلوس بيانكي مدرب أتلتيكو مدريد الإسباني السابق، وصاحب الإنجازات مع فريق بوكا جونيورز (3 بطولات لكأس ليبرتادوريس و4 بطولات للدوري الأرجنتيني "1 كلاوسورا و3 أبرتورا") ومرتين كأس انتركونتيننتال.
وصرح احد أعضاء اللجنة التنفيذية لصحيفة "برفيل" المحلية اليوم "في خلال ساعات سندرس المرشحين الثلاثة" وان كان سابيا هو الأقرب، نظرا لصعوبة ترك خيراردو مارتينو لباراجواي، ويأتي خلفه بيانكي الذي اكد ابنه رغبته في قيادة "التانجو" خلفا لباتيستا.
وبهذا تبدأ بلاد التانجو رحلة البحث عن مديرها الفني الرابع في غضون أربع سنوات، الأمر الذي لم يتعرض له من قبل خوليو جروندونا، الذي يترأس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم منذ 32 عاما، لمواصلة حلم "الفوز" بأي لقب قاري أو عالمي غائب عن خزائنها منذ 18 عاما عندما فازت باللقب ال14 لها في بطولة كوبا أمريكا بالإكوادور (1993).