[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شعب (شمس مايو) يحول ليلة الأرجنتين إلى كابوس ثقيل واذرفن على أثره ملايين الجماهير دموع الألم حزنا على خروج صاحب الضيافة ومنظم الحدث خال الوفاض مرة أخرى.
دخل المنتصر الداهية مدرب الأوروجواي تابايرز لقاء منتخب بلاده أمام الأرجنتين " راقصو التانجو" أمس السبت ضمن دور قبل النهائي لبطولة كوبا امريكا ، بنظام لعب (4-4-2) وبعد طرد بيريز إذ تحول إلى 4-3 -2 معتمداً على التشكيل الثابت والمؤلف من: موسيلرا،كاكيريس،فيكتورينو،لوجانو،ماكسيمليانو بيريرا،جونزاليس ،بيريز،اريفالو ،بيريرا، فورلان، سواريز) مع إحداث تغييرات بإدخال سكوتي بدل فيكتورينو بعد طرد بيريز والثنائي جارجانو محل بيريرا وايجورين محل اريفالو في الشوطين الإضافيين .
في المقابل، اختار المدرب الأرجنتيني سيرجيو باتيستا أن يواجه الأرجنتينيين بنظامي لعب أولا (4-1-4-1 ) ثم (4-2-3-1) وبتشكيلة مكونة من (روميرو، زانيتي، ميليتو، بورديسو، زاباليتا، ماسكيرانو، جاجو، ميسي، اويرو، هيجوين، دي ماريا. مع تغييرات باستوري محل ماريا و بيجليا محل جاجو).
تكتيك ازدواجي
بالرغم من التحفظ الدفاعي للفريقين ، إلا أن الجدية جعلت اللقاء سريعاً ، وأوكل المدرب الأرجنتيني لميسي اللعب على جهة اليمين كي يجبر الجناح الخطير (المدافع -المهاجم) بيريرا على عدم التقدم والانشغال فقط بمراقبته، كما أن ماسكيرانو مال كثيرا لمراقبة سواريز وتراجع جاجو مع فورلان ..لكن جهة اليسار الاورواجوانية كانت فاعلة جداً عبر (ماكسي بيريرا- جونزاليس) بفضل تحركات بيريز الخطرة لكن ما ميز منتخب(شمس مايو)انه كأنه يخلق لنفسه مساحات لعب نموذجية بفضل سوء التفاهم الذي ظهر ما بين( بورديسو- ميليتو) في الشوط الأول علماً بان هناك رغبة واضحة كلا الفريقين على عدم فتح المساحات في الثلث الدفاعي لاسيما من قبل الظهيرين(زانني- زابالاتا) فكانا يقظان جداً في التقدم والتراجع لكن تغييرات فورلان و سواريز وصعود جوانزليس احدث تحركات خطيرة واستطاع بيريز من أن يحرز الهداف الأول التقدم عن طريق كرة هوائية سوء تغطية.
دفاع متكتل
بعد الهدف ناور الفريق الأرجنتيني موظفاً أسلوب طلب الكرة من الوسط ( صناعة اللعب) فتحرك ميسي نحو وسط الملعب وشاهدناه مع دي ماريا ينشطان في الوسط وبدأ اجوريرا باللعب على الفراغات الناجمة عن تقدم الظهير ماكسي بيريرا لكن تابايرز سرعان مع أعاد تنظيم دفاعه بتكتل رهيب في منتصف الملعب.
بيد أن ميسي استطاع إن يلعب كرة ساقطة مستغلاً خطئاً لقلب الدفاع لوجانو بعدم التقدير الصحيح لتمركز هيجوين الذي لم يكن متسلسلاً واستغل كرة ساقطة في منطقي 6 ياردات ليودعها في شباك الحارس موسيلرا.
نقطة التحول في هذا الشوط كانت بطرد اللاعب بيريز الذي دخل مشحونا وأخذت منه أجواء المباراة الشيء الكثير رغم إحرازه هدف التقدم وهنا أعاد تابايرز حساباته من جديد بإشراك سكوتي وتغير نظام اللعب إلى 4(-3-2 ).
امتياز مفقود
ورغم الفارق العددي حالة (11 ضد 10) لصالح الأرجنتين إلا إننا لم نلمس أي زيادة عددية واضحة أو تفوقاً لصالح أصحاب الأرض طيلة الشوط الأول وحتى في الشوط الثاني ايضاً بسبب إن الاوروجواي ومنذ بطولة كأس العالم 2011 أمتازت بميزة (التكيّف )مع النقص العددي لأنهم يطبقون مبدأ " التعويض التكتيكي في حالة الزيادة أو النقص العددي "عن طريق الإكثار من الواجبات المزدوجة في الخط الواحد بفضل تدريب اللاعبين للعب في أكثر من مركز وبنفس الكفاءة.مستفيدا من سرعة لاعبيه ومهارتهم في التمريرات الدقيقة.
التكتل الاوروجواني افسد على الفريق الأرجنتيني ميزة اللعب بأسلوب الجمل التكتيكية الخاطفة لأن عملية الرص الدفاعي للخصوم أرهقت حامل الكرة في إيجاد الفراغات المثالية فلم يجد ذلك العرض كافي والانتشار لتدوير الكرات وتغيير اتجاه اللعب بسبب الضغط الهائل من لاعبي الاوروجواني رغم تحركات ميسي الساحرة في خلق الفراغ أو قيادة المهاجمين نحو منطقية لكن ثنائيات القطع المزدوجة لفريق الاوجواني أجهضت ذلك وساهم طرد اللاعب ماسكيرانو إلى التحفظ وعدم إغفال سواريز في التحرك الخاطف فحول باتيستا نظام لعبه إلى 4-3-2 .
وعند دخول المباراة أوقات الإضافية لجأ المنتخب الأرجنتيني لإسلوب التسديد بعيد وقريب المدى لإنهاء الهجمات عبر تيفيز وهيجوين باستوري، فيما من الأرجنتين أو من قبل سواريز أو فورلان اغوين بيريرا لغياب الفراغات الحقيقة المثالية للعب مع ارجحية واضحة لكتيبة باتيستا في الخطورة والحيازة وتهديد الحارس موسيلرا أكثر مرة والذي كان عملاقا في صد الكرات الخطرة
ولم ينجح أي من الفريقين في حسم المواجهة خلال الوقت الإضافي لينتهي اللقاء بالتعادل 1/1 ويحتكم الفريقان إلى ضربات الجزاء الترجيحية التي انتهت بفوز أوروجواي 5/4. ليرسل رسالة قوية اللهجة بأن أبناء تابايرز قادرون على خطف اللقب متى ما تسلحوا بأسلحة الخبرة والسرعة وتعدد الواجبات والانضباط التكتيكي.