[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]رغم كونه النجم الذي يسعى أي مدرب في العالم إلى ضمه لفريقه واللاعب الذي يخشاه كل المنافسين ، ما زال نجم كرة القدم الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي خارج إطار العظماء في بلاده وما زالت الشكوك تحيط بنجاحه في قيادة راقصي التانجو إلى الإنجاز الذي طال انتظاره.
ولا يختلف اثنان في كل أنحاء العالم ، باستثناء الأرجنتين ، على أن ميسي /24 عاما/ نجم هجوم برشلونة الأسباني هو أفضل لاعب كرة قدم في العالم حاليا خاصة وأن عروض وإنجازات اللاعب مع ناديه تتحدث عن نفسها ومن الصعب على لاعب في مثل سنه أن يكررها.
ولكن المشجعين في الأرجنتين التي تحتل المركز الثامن بين جميع دول العالم من حيث المساحة يرون ميسي بشكل مختلف حيث يعتبرونه أقل كثيرا من نجوم سبقته ونجوم أخرى تعاصره حاليا بعدما فشل اللاعب حتى الآن في قيادة المنتخب الأرجنتيني (راقصو التانجو) إلى أي إنجاز.
والأكثر من ذلك أن أعدادا كبيرة من أنصار التانجو يرون ميسي أقل كثيرا من لاعبين على شاكلة خوان رومان ريكيلمي.
ولذلك ، أصبحت بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي تستضيفها الأرجنتين من الغد وحتى 24 تموز/يوليو المقبل هي ساعة الحقيقة بالنسبة لميسي "الأرجنتيني".
وقاد ميسي فريق برشلونة إلى العديد من الألقاب في المواسم القليلة الماضية ومنها لقب الدوري الأسباني في المواسم الثلاثة الماضية على التوالي ولقبان في دوري أبطال أوروبا خلال المواسم الثلاثة الأخيرة أيضا ، كما أحرز اللاعب لقب أفضل لاعب في العالم خلال العامين الماضيين وتوج هدافا لدوري أبطال أوروبا في المواسم الثلاثة الماضية.
ولكن ميسي يحتاج إلى نقل هذا النجاح من أسبانيا وأوروبا إلى بوينس آيرس وباقي المدن الأرجنتينية التي ستستضيف فعاليات كوبا أمريكا 2011 ويحتاج إلى أن يخرج من الظل ويسطع تحت سماء بلاده ليقود التانجو الأرجنتيني إلى أول لقب منذ 18 عاما.
ويواجه ميسي خلال هذه البطولة تحديا ثلاثيا حيث يحتاج إلى التخلص من الجدب الذي أصاب التانجو الأرجنتيني على مدار 18 عاما وأن يفوز باللقب الذي لم يسبق لمواطنه الأسطورة دييجو مارادونا أن توج به وأن يقضي على الشكوك التي سيطرت على مشجعي الأرجنتين خاصة وأن هذا البلد يتميز دائما بعشقه وحماسه الشديدين تجاه الساحرة المستديرة.
وكان ميسي ضحية للعديد من الاتهامات في الأرجنتين خلال الفترة الماضية حيث كان أبرزها على سبيل المثال أنه "لا يشعر بهذا القميص" الذي يرتديه مع المنتخب الأرجنتيني في إشارة إلى أنه يعيش بعيدا عن بلاده منذ سنوات طويلة ومنذ أن كان صبيا صغيرا.
لكن المقربين من ميسي والمتابعين له في مدينة برشلونة يدركون خطأ هذا الاتهام حيث يرون دائما اشتياقه لبلاده ورغبته في إسعاد جماهير التانجو حتى أنه يقول :"لو استطعت لنقلت روساريو إلى برشلونة" في إشارة إلى مدينة روساريو الأرجنتينية التي ولد ونشأ فيها قبل السفر لأسبانيا.
كما بدا اللاعب مستاءا بشدة في عام 2009 بعد الحملة التي تعرض لها بأن مستواه وعروضه الرائعة مع برشلونة على النقيض تماما من عروضه مع المنتخب الأرجنتيني في تصفيات كأس العالم 2010 .
وتطورت الأوضاع من سيئ إلى أسوأ بعدما سقط ميسي مع المنتخب الأرجنتيني ، بقيادة مديره الفني السابق مارادونا ، في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا حيث خرج الفريق صفر اليدين من البطولة بهزيمة ثقيلة ومدوية صفر/4 أمام المنتخب الألماني في دور الثمانية للبطولة التي فشل ميسي في هز الشباك خلالها.
والآن ، يمتلك ميسي الفرصة للرد على هذه الاتهامات والثأر لنفسه ولموهبته عندما يخوض فعاليات كوبا أمريكا 2011 تحت قيادة المدير الفني الجديد للمنتخب الأرجنتيني سيرخيو باتيستا الذي سعى في الفترة الماضية إلى إجراء عدة تغييرات على طريقة أداء الفريق لجعله مشابها لأداء برشلونة أملا في أن يساعد ذلك ميسي على اكتشاف نفسه وسط راقصي التانجو.
وقال ميسي :"حالفني الحظ في الفوز بجميع الألقاب مع برشلونة وكذلك بالجوائز الشخصية ، والآن أصبح هدفي هو اللعب وقيادة المنتخب الأرجنتيني للفوز بلقب كوبا أمريكا".
ويحتاج ميسي إلى الفوز بهذا اللقب أكثر من أي لقب آخر وذلك حتى يكسب قلوب المشجعين في بلده والتي ما زالت تسيطر عليها الأسطورة "المارادونية" بعدما تألق مارادونا كلاعب في الثمانينيات من القرن الماضي وقاد التانجو للفوز بلقب كأس العالم 1986 بالمكسيك.
وما زال كاهل ميسي مثقلا حتى الآن بالنجاح السابق لمواطنه مارادونا ولكنه يستطيع أن يزيح عن كاهله جزءا كبيرا من هذا العبء إذا نجح في قيادة التانجو الأرجنتيني للقب القاري خلال الشهر المقبل خاصة وأن مارادونا سبق له المشاركة في ثلاث بطولات لكوبا أمريكا ولكنه لم يحمل كأس البطولة في أي منها.
وكان أكبر إخفاق لمارادونا في كوبا أمريكا عندما استضافت الأرجنتين فعالياتها في عام 1987 بعد عام واحد فقط من العروض الرائعة التي قدمها مارادونا في طريقه للتتويج بلقب كأس العالم 1986 .
ولكن المنتخب الأرجنتيني حقق فوزا وحيدا في هذه البطولة وسقط أمام منتخب أوروجواي في الدور قبل النهائي ثم أمام نظيره الكولومبي في مباراة تحديد المركز الثالث.
وكشف مارادونا ضمنيا قبل فترة عن كراهيته لباتيستا حيث قال ، في تعليقه على المسيرة المنتظرة للمنتخب الأرجنتيني في كوبا أمريكا 2011 ، :"أتمنى أن يتقدم اللاعبون ، وليس باتيستا ، بشكل جيد في هذه البطولة".
وتبدو كراهية واستياء مارادونا إزاء باتيستا أمرا غريبا مثل الاستياء الشديد من مشجعي الأرجنتين تجاه ميسي.
ويضاعف من غرابة ذلك أن باتيستا كان زميلا لمارادونا في المنتخب الأرجنتيني الفائز بلقب مونديال 1986 كما أن التفكير في إسناد مهمة تدريب الفريق لباتيستا لم يأت إلا بعد شهور من رحيل مارادونا.
وبعيدا عن علاقة مارادونا وباتيستا ، سيكون ميسي بحاجة إلى اللقب القاري مع الأرجنتين هذه المرة ليحظى بمساندة الجماهير وعشقهم قبل خوض تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 المقررة بالبرازيل.