[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لو لم تخرج بيرو بلقب الفريق الأضعف من بطولة أمم أمريكا الجنوبية "كوبا أمريكا" فسيصبح ذلك تقدما في حد ذاته،بعد أن كان تذيل الترتيب في تصفيات القارة للمونديال الأخير بمثابة وصول الفريق إلى مرحلة "ما تحت الأرض".
ولا يحب المدرب الأوروجوياني القدير سيرخيو ماركاريان لقب "الساحر" الذي يطلقه عليه الكثيرون،حيث يعتبرها مسئولية كبيرة ولأن خلفيته الدينية الكبيرة تجعله يرفض جميع أعمال السحر.
ومع سقوطها في يد إدارة تفتقد إلى المبادرات ، إلا تلك التي تسمح لها بالبقاء في مواقعها،سقطت الكرة البيروفية في هوة ساحقة خلال الأعوام الأخيرة ، فبيرو لم تتأهل إلى كأس العالم منذ عام 1982 في إسبانيا. كما لم يبرز منتخب البلاد على الصعيد الإقليمي.
وعلى صعيد الأندية،اقتصر الأمر على وصافة دوري أبطال أمريكا الجنوبية "كأس ليبرتادوريس" عام 1996 لفريق سبورتينج كريستال ولقب في كأس أندية أمريكا الجنوبية "كوبا سودأميريكانا" عام 2001 لفريق سينسيانو.
وتلقى ماركاريان /66 عاما/، الذي تتضمن سيرته الذاتية تدريب منتخبات باراجواي ولقبين محليين مع أقوى فريقين في بيرو أونيفرسيتاريو وكريستال، العام الماضي عرضا صعبا،لكنه قبل التحدي.
لكن المدرب لا يراهن على كوبا أمريكا: "نحلم بتقديم تصفيات جيدة،لأن علينا أن نفهم بوضوح أن الهدف الرئيسي هو التأهل إلى مونديال البرازيل عام 2014". رغم ذلك،تبقى البطولة القارية في الأرجنتين هي الخطوة الأولى الكبرى نحو هذا الهدف.
ولا تملك بيرو الكثير من النجوم،لكنها لا تفتقدهم تماما. فالهداف الأجنبي الأول في تاريخ الدوري الألماني لكرة القدم "بوندسليجا" هو كلاوديو بيزارو،لكنه سيغيب عن بيرو في هذه البطولة للإصابة. ويكمل محترفان آخران في ألمانيا هما جيفرسون فارفان وباولو جيريرو مع المحترف في إيطاليا خوان فارجاس،مجموعة النجوم في المنتخب اللاتيني،لكن عليهم جميعا دين لمنتخب بلادهم لم يسدد بعد.
بعد ذلك هناك محترفون في أوروبا أقل شهرة مثل ألبرتو رودريجيز وكارلوس زامبرانو وسانتياجو أكاسييتي،بأندية في البرتغال وألمانيا وأسبانيا على الترتيب. أما باقي لاعبي الفريق فخبراتهم محدودة في البطولات الكبرى.
ويقول ماركاريان بحماس :"لو قدم كل لاعب أقصى ما لديه يمكننا أن نصبح فريقا قادرا على المنافسة". ويضيف :"لعبنا مباريات ودية دون أن نستقر على التشكيل الأساسي،ورغم ذلك مضت الأمور معنا على نحو جيد".
وتصنع الإصابات مشكلة. بيزارو وجيريرو وفارجاس غابوا فترة كبيرة عن مرحلة الإعداد،وفارفان غاب أيضا مدة طويلة بسبب عدم الانضباط. و"الساحر" كان بحاجة إلى كل بهؤلاء من أجل الظهور بقوة.
وقال المدرب :"إننا نعاني من صعوبات كبيرة ، لكننا نقاتل. إننا شجعان ونعتقد أننا نتحلى بالموارد".
وجرب ماركاريان 3/4/3 التي تختلف عن 4/4/2 التي عادة ما اتبعتها بيرو. لكنه أبدى أيضا قدرا كبيرا من المرونة،وربما كان يحضر تكتيكات أخرى من تحت الطاولة.
وكان المدافع عن المرمى البيروفي في السنوات الأخيرة هو لياو باترون،لكنه أصيب قبل عدة أشهر ولن يلحق بالبطولة. لكن ليس على ماركاريان القلق لأن البدائل جيدة،في وجود سالومون ليبمان وراؤول فيرنانديز.
ويثبت الثلاثي رودريجيز وأكاسييتي وزامبرانو في مراكز الدفاع،لكن البدائل ضعيفة المستوى رغم كثرتهم،حتى أنه من المرجح أن يكون البديل في حالة غياب أحد الأساسيين،اللعب بأربعة في الخلفية.
وربما كان مستوى جانكارلو كارمونا في اليمين أقل من تألق فارجاس في اليسار،لكنه لاعب مجتهد. وكان يفترض أن يلعب خوسيبمير في مركز قلب الوسط،لكن جلوسه على مقاعد بدلاء ريفر بليت يقلل من فرصه في دخول التشكيل أمام رينالدو كروزادو وأنطونيو جونزاليس،أو لويس راميريز في حالة الرغبة في الهجوم.
وبات من المستحيل أن يكون الثلاثي المنتظر في الهجوم مكونا من النجوم فارفان وبيزارو وجيريرو،لكن البدائل ستكون الدفع براميريز في الأمام وهناك أيضا روبرتو ميرينو،وكذلك الصاعد أندريه كاريو لاعب سبورتينج لشبونة البرتغالي.
حراس مجتهدون ومدافعون أقوياء ومهاجمون مشهورون. إذن نقطة الضعف ستكون في الوسط،الذي يعد قصوره السبب الوحيد في اختلاف أداء المهاجمين في أنديتهم عن المنتخب.
كما تبدو المعنويات عاملا سلبيا ، ففي أوقات كثيرة يلاحظ أن لاعبي بيرو يدخلون الملعب وهم يعانون من عقدة الخوف،وهو ما يؤدي إلى تحول الأمور إلى الأسوأ إذا ما بدأت اللقاءات في غير صالحهم ، لذا يسعى ماركاريان إلى تحفيزهم لإخراج أفضل ما لديهم.
وتلعب بيرو في المجموعة الثالثة مع تشيلي والمكسيك وأوروجواي. ونظريا تبقى هي الفريق الأضعف ، لكنها تملك "ساحرا" على مقاعد البدلاء،وربما تنجح تعاويذه.