????
زائر
 |  موضوع: سقوط جماعي للكرة الخليجية..!  الإثنين يناير 24, 2011 1:01 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سقطت الكرة في غرب آسيا أمام شرقها بشكل فاضح ومخيف في كأس آسيا التي كشفت القناع عن الوجه الحقيقي التي تعيشه كرة القدم الخليجية والعربية إلا من رحم ربي وظهرت حقيقة منتخباتنا الخليجية بالذات بيد أن المنتخبات العربية حاولت حتى الرمق الأخير على حسب إمكانياتها وبدون أن تتشدق بالتاريخ الذي أصبح من المعلقات الشعرية والذي مازال يتغنى به البعض لدرجة إنها بدأت تخلص الماضي والزمن الجميل.. بالحاضر واليوم المرير..!
مرت الكرة الخليجية إذا ما استثنينا المنتخبات العربية ذات الإمكانيات الأقل بكثير بمرحلة حرجة وصعبة جدا في كأس آسيا.. وربما النتائج المخيبة للأمال لمنتخباتنا الخليجية كشفت مستوانا الحقيقي مقارنة بمستوى الكرة الأسيوية في وجهها الشرقي الذي أعطى دروسا أتمنى أن تكون مستفادة لإداراتنا التي تقوم بقيادة الكرة الخليجية والتي بعضها مازال يغالي في التغزل بالتاريخ المجيد والحافل بالإنجازات بدون أن تنظر بعين من الواقعية بأننا تأخرنا بل وتراجعنا كثيرا في الوقت الذي تقدمت فيه منتخبات شرق القارة وأصبح من الصعب أن نلحق بها لأننا كنا نتغنى بالأطلال ومازلنا نغني أغنية يازمان الوصل بالأندلسي..!
كان الإخفاق للكرة الخليجية جماعيا وإن كان هذا الإخفاق بدرجات مابين المنتخبات الخمسة.. أقساها كان على الكرة السعودية التي لطخت تاريخها بمشاركة هي الأسوأ في تاريخ الكرة السعودية في هذه البطولة.. فخرج المنتخب الأخضر يابسا بدون أي نقطة.. وتبعه المنتخب الكويتي (بطل الخليج) بثلاث خسائر متتالية.. ولحق بهم المنتخب البحريني والإماراتي بمحاولات خجولة.. وكان المنتخب القطري صاحب الضيافة (الأرض والجمهور) أفضل حالا من أشقائه الذين ودعوا البطولة مبكرا.. بينما ظل هو وحيدا يقارع الزمن في دور الثمانية قبل أن يودع أقل مايمكن أن يقال عنه وداع بطولي حسب الإمكانيات والفوارق الفنية.
هذا الخروج المرير للكرة الخليجية في كأس آسيا 2011 أصاب الكثيرون بالذهول الذي وصل الى درجة الهستيريا الكروية التي جعلت الجميع يتحول الى محلل وناقد يستعرض كل منهم أسباب هذا الإنهيار الكروي لمنتخبات كان يشار لها بالبنان في وقت من الأوقات..وبالتالي وضع الإعلام الرياضي الخليجي هذا التراجع الكروي تحت المجهر وأصبح النقاش فيه حديث الساعة والوقت رغم أن البطولة لم تحسم بعد ومازالت تترقب أربعة منتخبات لمعرفة البطل.. ولكن الخروج الخليجي من البطولة فرض نفسه كحدث رئيسي فتركوا المتنافسون في وادي وأصبح الخروج القاسي للكرة الخليجية هو الشغل الشاغل في الدوحة.
وربما هذا الخروج الجماعي للمنتخبات الخليجية جعل المناقشة مفتوحة على الساحة الإعلامية الخليجية والعربية على حد سواء (لأننا أصبحنا كلنا في الهم غرب)..وكشفت التحليلات بأننا ككرة خليجية نعاني من خلل كبير في المنظومة الكروية التي تحتاج الى إعادة نظر في جميع جوانبها بداية من ثقافة العمل (التعليم في الصغر كالنقش على الحجر) مرورا بالإدارة الكروية في إتحاداتنا وأنديتنا الخليجية.. وتوقفا أمام الإحتراف الذي أكد الجميع بانه إحتراف على ورق.. وصولا الى إستراتيجياتنا التي تحتاج أن تكون واقعية وحقيقية وليست وقتية..!
الإخفاق الكروي للكرة الخليجية في كأس آسيا أرغمنا بأن نراجع الوضع الكروي ومقوماته وثقافته..وأصبح لزاما علينا أن نتعلم من الشرق الأسيوي كيف عملوا ويعملون ليتخطونا بكل يسر وسهولة.. بجوار هذا كله علمنا هذا الإخفاق أن ننزل من بروجنا العاجية التي كنا نضع فيها كرتنا الخليجية ونعيش واقعها الحقيقي دون القفز فوق الواقع ونطلق الشعارات الصماء بدون أن نعي معناها الحقيقي على أرض الواقع.
هذا الإخفاق جعلنا نراجع الأرضية التي تقف عليها الكرة الخليجية والتي أصبحت هشة لدرجة بأنها تكسرت بكل سهولة في إختبار أسيوي فضح الجميع بأن كل الأسس التي كنا نتغنى بها أصبحت ( ما تأكل عيش) وبالتالي علينا أن نؤسس لعمل منهجي حقيقي طويل الأمد.. وليس عملا وهميا ووقتيا لتخدير وقتي..!
وربما كرتنا ووسطنا الرياضي لن يتقبل هذا الكلام ولن يطيق الإنتظار طويلا ولكن هذه هي الحقيقة.. ويجب أن نعمل بمنهجية كروية علمية في قطاع الناشئين.. وممارسة الإحتراف بواقعية وبشكله الصحيح..وإعادة تثقيف أنديتنا ولاعبينا بالأسس السليمة التي تضمن لنا العودة الى السطح بعد هذا الغرق المخيف..!
سالم الحبسي رئيس لجنة الإعلام الرياضي في سلطنة عُمان ورئيس الإتحاد الخليجي للإعلام الرياضي. |
|
